كيف نتعامل مع الرفض

منذ فترة قرأت قصة شاب رفضته فتاة أحبها، فلم يحزن. عندما سئل كيف لم يحزن من رفض حبيبته له، أجاب: أنا خسرت امرأة لا تحبني، لكنها خسرت رجلاً يحبها. وبدون أي محاولة من جانبي للتقليل من الرفض ووضع هالة رومانسية كاذبة حوله، أنا أعرف تماما ما يخلفه الرفض في النفوس من مرارة وألم. الرفض يفتح حياتنا على مصراعيها للحزن يعتصر قلوبنا ويزعزع ثقتنا في أنفسنا. لكن في ذات الوقت، تضخيم تأثير الرفض على حياتنا لن يفيدنا. ولكن يبقى السؤال، كيف نتعامل مع الرفض؟

1- البعد عن الموقف الذي رفضنا فيه

أول خطوة للتعامل مع الرفض هي البعد عن الموقف الذي رفضنا فيه. على سبيل المثال، يمكن أن نرفض عندما نتقدم لشغل وظيفة ما، أو شخص عبرنا له عن حبنا ومشاعرنا العاطفية تجاهه ونتمنى أن يبادلنا مشاعر الحب، أو التقدم لنيل درجة علمية من جامعة معينة، أو مجرد طلب نراه بسيطاً من أحد أقاربنا أو معارفنا. أياً كان موقف الرفض، علينا أن نبتعد.

2- راجع التطابق المثالي

هل تفكر أنك جيد والطرف الآخر سيء لأنه رفضك؟ أم أنك تخبر نفسك أنك سيء ولذلك رُفضت؟ في الحالتين، أنت مخطئ. الحياة فرص، مثلها مثل الأحجية الكبيرة، نضع قطعة بجانب الأخرى حتى تكتمل الصورة. كل قطعة من قطع الأحجية متفردة ومميزة ولا يمكن أن توضع في مكان قطعة أخرى، ولا أن تستبدل. فالأمر كله يتعلق بما أسميه "التطابق المثالي". عندما تتطابق قطعة الأحجية مع الفراغ المقابل تكتمل الصورة، وعندما تتفق الفرصة مع تفردنا فهي الفرصة الصحيحة. لكن التطابق المثالي عندما توضع قطعة الأحجية في غير موضعها، وكذلك لن تكون الفرصة صحيحة إن لم يحدث هذا التطابق المثالي بينها وبيننا.

3- راجع المواقف التي كنت أنت الرافض فيها

دائما ما يفيدنا أن نتذكر تلك المواقف التي كنا نحن الرافضين فيها. تذكر ما رفضته من عروض، أو تصريح شخص ما بحبه لك، أو اقتراح عرض عليك. تذكر أنك كما رفضت مواقف وأشخاص سيأتي عليك اليوم فتُرفض في مواقف أو من أشخاص. أنت لست بسيء، كذلك الطرف الآخر ليس بسيء، كل الأمر في عدم التطابق. فلا تعمم فشلك. الفشل أو الرفض في موقف ما لا يعني أنك إنسان فاشل بالمعنى المطلق. "لا" واحدة تعني "لا" واحدة، لكنها ليست "لا" لكل شيء في حياتنا.

4- ابحث عن الأفضل

الرفض فرصة رائعة كي نقيم توقعاتنا من أنفسنا ومن الآخرين. في ثقافتنا الشرق أوسطية والإسلامية، عادة ما نرى ما فاتنا أو ما لم يتحقق لنا لم يكن خيراً لنا. فما لم يأت لم يحقق اشتراطات "التطابق المثالي". فرغم قسوة الرفض، إلا أنه قد يكون المحفز الذي تحتاجه لإصلاح نفسك أو أن تستمر في البحث عن الأصلح لك.
والمس الفرق بين الرفض والاعتراض. الرفض قاطع وجذري وحاسم، لكن الاعتراض يشمل جزئية معينة في الأمر أو الموقف، ربما بتحسينها قد تتحسن فرص القبول.

وختاما، تذكر دائما أن غداً يوم جديد، وكل يوم هو بداية جديدة، فاغتنم دائما قوة البدايات لتعطي نفسك الدفعة التي تحتاجها لتحقق ما تصبو إليه.

#حنان_عواد

Popular Posts